�� يومُ عرفه يومٌ من أيام الله الخالدة ، أقسم الله به في كتابه ، فقال :
" وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ " قال بعض المفسرين :
المشهود : يوم عرفة .
فهذا يدلُّ على عظمته فلذا أقسم به .
�� هو يوم إكمال الدين ، وإتمام النعمة ، وتوفية العطاء للأمّة .
انظر له نظرة مغايرة عن بقية أيام العام .
فيومُ عرفة أكثر يوم عِتْقاً للعبيد من النار فهو يوم الرحمة والفضل والعطاء .
كم من امرئٍ ستغيب عليه شمسُ عرفة وقد اُعتق من النار لينال سعادة الأبد -
جعلني الله وإياك منهم - .
�� كم من إنسان ستُجاب له فيه الدعوات ، وتُحقق له الأمنيات ، وينال فيه المطالب
والبركات ، فاغتنم هذه الفرصة .
�� لن تستغل يوم عرفة الاستغلال الأمثل إلا إذا نظرت له أنّه يوم عظيم ليس له مثيل
من الأيام .
�� كن جاداً مع نفسك في استغلاله ، مغتنماً لكل ساعته ، فما فاز بالخيرات إلا الصادقين .
�� تذكّر من يتمنى أن يدُرك ما أدركت ، ويعيش يومك هذا ، ولكنه حُبس في قبره وسيأتي
يوم نكون مثله .
�� استعدّ مبكراً بحيث تتفرّغ من أشغالك قبله بيوم أو يومين ، فلا يدخل عليك إلا وقد
تفرّغت فيه للعبادة .
�� لا تنشغل فيه بأعمال دنيوية تستطيع تعملها قبله أو بعده ( ووالله إنّ كل شيء سيُدرك
إلا ساعات عرفة )
�� أيقن أنّ من حُرم يوم عرفة ، فهو المحروم وأنّ أكبر أسباب الحرمان ( الذنوب
والمعاصي ) فجدّد التوبة قبله وفيه ، وسل ربك العفو والمغفرة .
�� أصْبح فيه صائماً ، محافظاً على صومك ، مؤدياً فيه فرض صلاتك ، فكثيرٌ من
المفرّطين لا يقوم إلا قبيل الغروب ، وهذا من أعظم الحرمان .
�� تفرّغ في عشيته وآخر ساعاته للمناجاة والدعاء .
�� أغلق جوالك واقطع اتصالاتك ، وتفرّغ لنفسك وحاجاتك ، فلعل دعوة منك تنال بها
سعادة الدارين .
�� جدّد الإخلاص ، وأحي جذوة التوحيد في قلبك بالإكثار من شهادة ( لا إله إلا الله )
فهي خير مايُقال هذا اليوم .
�� طهّر قلبك ، واعفُ وسامح ، ولا يكن في قلبك إلا محبة إخوانك وسلامته للمسلمين .
�� كن أخلص الخلق في دعائك ، وأكثر منه .
سله معالي المطالب ، فدعاء يوم عرفة أسمع الدعاء ، وأرجى الدعاء ، وأقربه للإجابة .
�� أحسن الظنّ بربك ، فربك كريم جواد واسع العطاء .
أحسن الظنّ به وأنّه سيغفر الذنوب جميعاً فهو الغفور الرحيم .
أحسن الظنّ به وأنّه سيجيب كل الدعوات فهو الكريم الرحمن
أحسن الظنّ به وأنّه سيصلح القلوب المقبلة المنيبة إليه فأقبل عليه .
�� كن معيناً لأهل بيتك ، شجعهم على الصيام ، تعاون معهم في استغلاله .
�� دُلّ غيرك لفضله ونشر ما يتعلق فيه من أحكام وفضائل .
اللهم وفقنا فيه واجعلنا من عبادك المقبولين ،
اللهم أعتقنا ووالدين وأهلينا وأولادنا من النار .
كتبه / عادل بن عبدالعزيز المحلاوي